الأربعاء، 27 يوليو 2011

1-7 القصص والاختلاق

القصص والاختلاق
رأينا كيف أن التعامل مع قصص القرآن كنص تاريخي أدى إلى تحويلها إلى "قصص تاريخية", واستمر الحال على هذا الوضع قرونا طويلة, بدون أي بادرة شك في أن القرآن كان يقص عن أحداث جرت في أزمنة سابقة, وعلى المؤلف أو الكاتب أن يكمل عناصر الصورة التي لم يذكرها القرآن, فيضع القصة القرآنية في الإطار التوراتي!! إلا أن الحال اختلف مع بزوغ نجم العصر الحديث, الذي تأثرت فيه الدول الإسلامية بمناهج الفكر الغربي المستعمر! فوجدنا في منتصف القرن العشرين من يشكك في هذه المسلمة البديهية, ويقول أن قصص القرآن ما هو إلا قِصص, لا يُشترط فيها وقوعها بالشكل الذي رواه القرآن, ولا حتى وقوعها أصلا, لأنها لا تزيد عن كونها قِصص وعظية تعليمية, ومن ثم فلن يقدم وقوعها أو عدمه قليلاً أو كثيراً!
وصاحب هذا الرأي هو الدكتور محمد خلف الله, تلميذ الأستاذ أمين الخولي, صاحب مدرسة التفسير الأدبي للقرآن, ومن ثم فليس ثمة كبير عجب أن يخرج الدكتور خلف الله بهذا التوجه! فصاحب كل علم يريد أن يجذب القرآن إلى علمه ويخضعه لقواعده ويفهمه تبعاً له, ومن ثم يصبح هو صاحب الريادة في تقديم منهج جديد في التعامل مع القرآن!! ولو صدر هذا التصور من غير أهل اختصاص لكان له صدى أكبر عندي, لأنه يعني أنه هناك من رأى بحيادية وعدم تعصب أن المنهج الفلاني هو الأصح في تناول القرآن!! وهذا الرأي نموذج حديث طيب على أن قصور المعالجة لموضوع ما يؤدي إلى الخروج بنتائج عجيبة!!

فأول انتقاد يُوجه إلى الدكتور خلف الله هو فهمه "القصة" تبعا للاصطلاح الأدبي المعاصر, فنجده يقول:
"ونحن مع احترامنا لكل من اللغويين والمفسرين لا نستطيع ونحن ندرس القصص الفني أن نقف عند هذه الحدود لأنا حين نذكر قصة إنما نقصد شيئاً آخر أهم من متابعة الخبر أو الحديث. نقصد ذلك العمل الأدبي الذي يكون نتيجة تخيُّل القاص لحوادث وقعت من بطل لا وجود له أو لبطل له وجود ولكن الأحداث التي دارت حوله في القصة لم تقع أو وقعت للبطل ولكنها نظمت في القصة على أساس فني بلاغي فقدم بعضها وأُخّر آخر وذُكر بعضها وحُذف آخر أو أُضيف إلى الواقع بعض لم يقع أو بولغ في التصوير إلى الحد الذي يخرج بالشخصية التاريخية عن أن تكون من الحقائق العادية والمألوفة ويجعلها من الأشخاص الخياليين.[1]" ا.هـ
وبذلك يكون الدكتور خلف الله قد أغفل المعنى اللساني للكلمة والذي كان مستعملاً لها في زمان النزول, فكما قلنا فإن القصص لا بد أن يكون "مقطوعا/مأخوذا" من الواقع, وإلا لا يكون قصصا, والعرب لم تكن تعرف القصاصين قبل الإسلام, وحتى بعد ظهورهم لم يكن يُنظر إليهم على أنهم يؤلفون حوادث لا أصل لها, وإنما باعتبار حصولهم على علم غير متوفر عند غيرهم!! ومن ثم فلا يعني طروء معنى إضافيا له أن نجعله المعنى الأصلي! فإذا أراد الدكتور خلف الله أو المؤمنين بنظريته فهم الكلمة تبعاً للمصطلح المعاصر, فعليهم أولاً أن يثبتوا أنها كانت تُستعمل بهذا المدلول في ذلك الزمان .... وأنّى لهم هذا!!

فإذا غضضنا الطرف عن المصطلح وجدنا أن القول بأن قصص القرآن تخيلي افتراضي سيؤدي إلى ضياع جزء كبير من التأثير الذي ينزله بالسامع وخفوت قوة تأثيره, فشتان بين من يدلل على قوله بما وقع وبين من يفترض!! ولقد لاحظ الأستاذ محمود البستاني فارق التأثير هذا فقال:
"وبالرغم من أنّ هناك نمطاً من القصة يُسمّى بـ (القصة التأريخية) فيما تعني بنسخ الوقائع التأريخية دون إخضاعها لما هو مصطنعٌ من الوقائع، أي: دون إخضاعها لظاهرة (الاحتمال) أو (الإمكان)، إلاّ أنها في ـ الواقع ـ تخضع بدورها لعناصر مصطنعة قد تشكّل (حبكة) القصة التي تحوم الوقائع عليها أو تشكل بعض المواقف أو الأحداث أو الأبطال أو البيئات منها،... وهذا على الضدّ تماماً من القصة القرآنية الكريمة التي يصحّ أن نطلق عليها مصطلح (القصة العملية) فيما تُعنى بنقل الأحداث الحقيقية: ولكن وفق (اصطفاء) هادف للعناصر التي تُضيء (الأفكار) المستهدفة في النصّ القرآني الكريم.
إن الفارق بين القصة العملية والقصة المصطنعة يكمن في طبيعة الإثارة التي يتضخم حجمها ـ دون أدنى شك ـ في القصة العملية بالقياس إلى القصة المصطنعة التي يضؤل حجم الإثارة فيها: نظراً لما نعرفه تماماً من أنّ القارئ حين يتابع قراءة قصة (مصطنعة) بما تنطوي عليه من عناصر الإثارة: تشويقاً ومماطلة ونحوهما، يظل انفعاله (فنّياً) أكثر منه (وجدانياً)، ما دام سلفاً على إحاطة كاملة بأنه حيال أحداث وهمية يفتعلها القاص، بخلاف ما لو علم بأنه حيال حدثٍ واقعي: حينئذٍ فان انفعاله بالحدث سيكتسب سمة (الواقع) أيضاً. من هنا تمكن أهمية القصة القرآنية التي تتعامل مع (الواقع) بدلاً من (المحتمل)، محققةً بذلك عنصر (الاقتناع) عملياً، وليس مجرّد (إقناع) لما هو محتمل الوقوع.[2]" ا.هـ

فإذا نظرنا في الأسباب التي دفعت الدكتور خلف الله إلى القول بهذا الرأي لم نجده قد استخرج واحداً منها من القرآن, وإنما لأنه لم يتدبر النص القرآني ولم يدرسه بما يكفي, وإنما أخذ التراث المقدم حوله, سواء كان أقوال علماء أو روايات ... أو حتى شبهات! أخذه كمسلمة, ثم حاول أن يقدم مبرراً يقضي على نقاط الضعف هذه  -من وجهة نظره- فكان أن خرج بهذا الرأي, فكل ما فعله هو أن سلّم بتناقضات وتعارض بين النصوص وبعضها وبينها وبين الواقع, ثم برر ذلك بأن هذا راجع إلى أن هذا قصص أدبي!!
وهذا القول الذي أتى به ليس بدعاً من القول, وإنما هو منهج غربي سائد في التعامل مع النصوص الدينية الموجودة في التوراة والإنجيل عامة, وليس القصص منها, فلا يهم الانسجام الداخلي ولا التوافق الخارجي, فهي نصوص أدبية غائية, فعلينا الانشغال بالغاية ليس أكثر!!! فما كان من الدكتور خلف الله إلا أن حاول أن يدلل على صحة هذا المنهج وحتمية تطبيقه على القرآن كحل أمثل للقضاء على الإشكاليات التي تواجهه!! والعجب كل العجب أن يتخذ من لم ير, عدم رؤيته دليلاً ضد من رأى, ويريد منهم أن يتبعوه!
إن أكبر مبطل لهذا المنهج هو عدم استدلاله بآية واحدة على قوله وما هي إلا أفهام يحاول أن يدلل بها على صحته, واعتماده مستندات تخالف القرآن أحياناً! فمن ذلك قوله: "وذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه القصة –قصة أصحاب الكهف- مشروحا, فقال: وكان النضر من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك فارس، وأحاديث رستم وأسفندباذ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلساً يذكر فيه بالله ويحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم يقول: إنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس.
ثم إن قريشا بعثوه وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهما: سلوهم عن محمد، وصفوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة فسألا أحبار يهود عن أحوال محمد, فقالت لهم أحبار اليهود: سلوه عن ثلاثة: عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ماذا كان من أمرهم       فإن حديثهم عجب, وعن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها, ماذا كان نبؤه, وسلوه عن الروح ما هو  فإن أخبركم فهو نبي، وإلا فهو متقول متقول..." فإن هذا النص كما ترى, يدلنا على أن اليهود هم الذين كانت بأيديهم المقاييس التي يفرقون بها بين الصادق والكاذب من النبيين والمتنبئين, ثم هو يدلنا على أن معرفة أخبار السابقين من هذه المقاييس.[3]" ا.هـ

ولست أدري كيف تكون هذه الرواية –على فرض صحتها- دليلاً على أن المقاييس كانت بيد اليهود, لو كان محمد هو من قال للمشركين اسألوا اليهود هل أنا صادق أم كاذب لكان هذا مقبولاً, أمّا أن يفعل المشركون شيئاً فلا نزن الدين به!! ولو تدبر الدكتور خلف الله النص القرآني الموجود بين يديه لاكتشف أن هذه الرواية مكذوبة لا تتفق مع النص القرآني بحال, ولا كتشف أن الأمثلة التي قدمها لأنواع القصص بالنسبة لمعرفة العرب غير دقيقة[4]! فلو نظر في أول قصة أصحاب الكهف لوجد أنها لم تبدأ بقوله: "ويسألونك" وإنما تبدأ بقوله: "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً [الكهف : 9]", والإنسان لا يقال له: "أم حسبت كذا", إلا إذا كان يعلم المسؤول عنه, فسؤال القرآن للرسول عن أصحاب الكهف وعن حسبانه أنهم كانوا من آيات الله عجبا, دليل على أن القصة كانت من المعروف بين العرب, وهو مثل قولي لشخص: سأهزم فلانا بسهولة, أم أنك حسبت أن انتصاراتي كانت حالة استثنائية؟! فالله يعتب على النبي أنه لم ينتبه إلى هذه الحادثة ويقول له هل ظننت أن هذه الآية عجب, ومن ثم فلن يتكرر مثلها؟! ثم قال له أنه سيقص عليه نبأ أصحابها بالحق, -لأن ما تنوقل عنهم فيه حق وباطل-! أما ذو القرنين فالعرب كانت تعرفه, لأنه يمني منهم, وكان معروفاً أنه مؤمن, ولم يكونوا بحاجة أن يُعرفهم اليهود به, فرد القرآن عليهم بأنه سيتلو عليهم منه ذكراً, فهو سيذكر لهم جانب بسيط يذكرهم!! لا أنه سيعطيهم نبأه!!
إذا وكما رأينا فالدكتور خلف الله لم ينطلق من النص ولم ينظر فيه بما فيه الكفاية, ليحكم هل يتفق مع ما قيل حوله أم ينافيه!!

فإذا تركنا هذه النقطة وانتقلنا إلى مستند آخر من مستنداته في القول بأن قصص القرآن قصص أدبي بالدرجة الأولى, وجدنا أن مستنده هو تطابق قصص القرآن مع ما في الكتب السابقة, فنجده يقول: 
"والظاهرة التي يحسن بنا الالتفات إليها في هذا المقام هي أن القرآن حين جعل هذه الأخبار من آيات النبوة وعلامات الرسالة جعلها أيضا مطابقة لما في الكتب السابقة أو لما يعرفه أهل الكتاب من أخبار, حتى ليخيَّل إلينا أن مقياس صدقها وصحَّتها من الوجهة التاريخية ومن وجهة دلالتها على النبوة والرسالة أن تكون مطابقة لما يعرفه أهل الكتاب من أخبار[5]" ا.هـ
ولست أدري كيف يفترض الدكتور خلف الله هذه الافتراضية والقرآن يقول صراحة: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [النمل : 76]", فإذا كان القرآن يعتبر نفسه مهيمنا على الكتب السابقة, ومرجعاً لبني إسرائيل يحتكمون إليه بشأن الأقوال المختلف فيها بينهم, فكيف يصبح تابعاً لهم! وحكم الدكتور خلف الله بتطابق النص القرآني لما في كتب السابقين يدل على أنه لم يكن ينظر في النص وإنما يأخذ بما قاله السابقون كتفصيل معتمد له, وسنقدم للقارئ على صفحات هذا الكتاب الكثير من الأمثلة التي تبين كيف أن التشابه بين القرآن والكتب السابقة هو تشابه ظاهري سطحي, يقع فيه المتعجل, أما المتدبر فيرى بجلاء افتراقاً كبيرا!!

ومن مستنداته كذلك بعض الشبهات المثارة حول بعض الأخطاء العلمية في النص القرآني مثل القول بغروب الشمس في العين الحمئة!! ولست أدري أين قال القرآن أن الشمس تغرب في عين حمئة, لقد قال: "... وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ .. [الكهف : 86]", ومن يقف أمام البحر في ساعة الغروب يجد الشمس تنزل في البحر!! فالقرآن كان ينعت المشهد الذي وجده/شاهده ذو القرنين, وليس أكثر!!
كما استند إلى بعض أفهام عجيبة لآيات حكم من خلالها بالتناقض وعدم المنطقية, فنجده يقول: "إسناده بعض الأحداث لأناس بأعيانهم في موطن ثم إسناده الأحداث نفسها لغير الأشخاص في موطن آخر, ومن ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف: "قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ", إذ نراه في سورة الشعراء مقولاً على لسان فرعون نفسه " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ". وكذلك تجد في قصة إبراهيم من سورة هود أن البشرى بالغلام كانت لامرأته بينما نجد البشرى لإبراهيم نفسه في سورة الحجر وفي سورة الذاريات.[6]" ا.هـ
ولست أدري كيف ضاقت قريحة الدكتور خلف عن تصور مثل هذا المواقف كما هي! ثم الحكم الجائر بتضادها! فلو أخذنا آيتي فرعون والسحرة مثلاً لوجدنا أنه لا مانع أبداً ولا استحالة منطقية من أن يكون أحدهما سبق الآخر, فقال الثاني كلامه, وأرجح أن يكون فرعون هو من قالها, فكرر السحرة كلامه تأكيدا له, وحكى القرآن مرة قول فرعون ومرة قول التابعين "الإمعات" الذين يؤَمّنون على كلام سيدهم حقاً كان أم باطلا!!
واعتمد الدكتور خلف الله على غير هذه المستندات, إلا أنها مثل سابقتها, مستندات واهية يكفي المرء أن ينظر فيها نظرة ثاقبة ليكتشف نقاط ضعفها وبطلانها, ويمكن القول أن مستنده الوحيد القوي, -والذي لا يكفي كذلك للقول بهذا الرأي- هو تكرار القصص بألفاظ مختلفة, وسنعرض لهذه المسألة في عنصر مستقل.



[1] محمد أحمد خلف الله, الفن القصصي في القرآن الكريم, ص.152.
[2] محمود البستاني, دراسات فنية في قصص القرآن, ص.9.
[3] محمد أحمد خلف الله, الفن القصصي في القرآن, ص.52.
[4] ذكر الدكتور خلف الله في كتابه الفن القصصي في القرآن, ص.255,256 أنواع القصص بالنسبة لمعرفة العرب وعدم معرفتهم! فقال: "نوع نستطيع أن نسلم منذ اللحظة الأولى بأنه كان مجهولا في البيئة المكية جهلا يكاد يكون تاما وذلك هو النوع الذي نزل ليثبت نبوة النبي عليه السلام والذي جاء إجابة عن تلك الأسئلة التي يتوجه بها المشركون من أهل مكة إلى النبي ليعرفوا صدق رسالته وصحة نبوّته, ومن أمثلته قصص أصحاب الكهف وذي القرنين. (....) ونوع نستطيع أن نسلم أيضا منذ اللحظة الأولى بأنه كان معروفا في البيئة العربية وذلك من أمثال هذه الأقاصيص التي وردت إشارات عنها في الشعر الجاهلي كقصص أحمر عاد وأحمر ثمود وقصص الجن مع سليمان أو تلك التي بدأت بالتعبير القصصي "ألم تر" كما يقول المفسرون. ....... نوع ثالث وهو الكثرة قد يشتبه فيه القارئ, فلا يدري أهو من النوع الأول أم هو من النوع الثاني, وأمثلته أقاصيص آدم مع إبليس وقصة الخلق وقصص لوط ونوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وأيوب وغيرهم." ا.هـ
[5] المرجع السابق, ص.53.
[6] المرجع السابق, ص.82.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق